1-استراتيجية خرائط المفاهيم
ملخص لاستراتيجية التدريس بخرائط المفاهيم
د.
وجيه بن قاسم القاسم
فلسفة
خريطة المفهوم وأهميتها:
عقل
المتعلم بناء معرفي منظم، يتكون من أبنية معرفية منظمة من المفاهيم والأفكار الكبرى
تترتب في هذه الأبنية بشكل هرمي، حيث تحتل الأفكار الكبرى والمفاهيم العريضة ( Themes ) رأس الهرم ومناطقه العليا، وبالنزول إلى
قاعدة الهرم تتدرج المفاهيم من الكبير إلى الصغير فالأصغر، ويمثل كل بناء منها
وحدة تطور معرفي تبرز ما لدى المتعلم من استعدادات وقابليات وخبرات وأفكار، يسميها
جانييه الامكانات Capabilities. ويتفاعل الفرد ويتعلم ويُنتج في ضوء هذه الامكانات.
وتتأثر
قدرة الطالب على تعلّم المفاهيم الجديدة بشكل كبير على المفاهيم التي تعلّمها
مسبقا والتي تكون ذات علاقة بالمفهوم الجديد، ويجب أن ترتبط المعرفة الجديدة
بالسابقة حتى تكون ذات معنى، وهذا يتطلب أيضا خلو المعرفة الجديدة والقديمة من الأفهام
الخاطئة التي إن وجدت فإنها ستشكّل مانعا لتكوين التعلم ذي المعنى.
عطفا
على ما سبق فإن المتعلم بحاجة إلى أداة تتيح له الدعم والمساندة في حالة التعلم
الجديد، وتعمل كاستراتيجية تعويضية عند حدوث أي قصور مفهومي أو الوقوع في أوجه من
الفهم الخطأ، وكل ذلك يمكن توفيره بواسطة الخريطة المفهومية التي تعد استراتيجية
ما وراء تعلمية تساعد المتعلم على تعلم كيف يتعلم بشكل صحيح وفاعل، وتمثّل منظماً
تمهيدياً للتعلم وأداة تخطيط بصرية محسوسة تساعد المتعلم من دمج المفاهيم الجديدة
ضمن بنيته المعرفية.وإذا عرفنا أنَّ 40 ٪ من المتعلمين يصنفون كمتعلمين بصريين،
وأنَّ الرغبة في تكوين الأنماط المنظمة تبدو شيئا فطريا في سلوك الإنسان، وأنَّ
الطلاب يتعلمون بشكل أفضل عندما تقدم لهم المفاهيم بشكل مخطط بصري منظم، تغدو
خرائط المفهوم تقنية تربوية تعليمية تعلمية فاعلة وضرورية.
بنية
خريطة المفهوم وخصائصها:
تتميز
خرائط المفهوم بسمة الهرمية ، وتعني الهرمية أن المفاهيم الأكثر شمولا تأتي في قمة
الخريطة وتعلو على المفاهيم والقضايا الأقل شمولا والأكثر خصوصية . وترتسم صورة الهرمية
في ضوء العلاقات التي يلاحظها معد الخريطة بين المفاهيم المستهدفة بالتعلم.ويتيح
البناء الهرمي للخريطة إمكانية اندماجها مع خرائط مفهومية أخرى لإعطاء خريطة أوسع
وأكبر تبرز الصورة الشمولية التكاملية لموضوع معين( Bolte 1999).
إرشادات
عامة لبناء خرائط المفهوم:
ستكون
عملية بناء خرائط المفهوم شيئا جديدا على الطلاب؛ لذا ينبغي أن يتم تقديمها لهم
بشكل تدريجي، ويفضل تقديم المفاهيم لهم على شكل رسوم أو صور أو أشكال يمكنهم الربط
بينها بسهولة، وبذلك يتهيأ الطلاب لفكرة خريطة المفهوم، وقد تعرض عليهم المفاهيم
أو الأحداث بشكل مباشر، أو بشكل نص مكتوب. ويمكنك – عزيزي المعلم- الاستعانة بالإرشادات
الآتية لمساعدة الطلاب في بناء الخرائط المفهومية:
1.
حدد المعلومات التي
ستضعها في الخريطة المفهومية.
2.
لاحظ بعناية المفهوم
الرئيس والمفاهيم الفرعية المنبثقة عنه.اكتب قائمة بهذه المفاهيم.
3.
تصور العلاقات الممكنة
بين المفاهيم.
4.
ضع تصوراً لشكل( تصميم )
الخريطة المفهومية التي سترسمها.
5.
ارسم دوائر أو مستطيلات
أو مربعات (وضع) فيها على الرسم المفاهيم التي تريدها.
6.
استخدم خطوطاً أو أسهماً
وضع عليها كلمات لتربط بين المفاهيم بحيث تبرز العلاقات التي بينها بوضوح.
اعرض
على الطلاب الخريطة، وناقشهم بمعنى الخريطة المفهومية وكيفية استخدامها. يمكنك –
عزيزي المتدرب – استخدام الخريطة المفهومية للجمل المبينة تالياً.
استراتيجية لاستخدام خريطة المفهوم في التدريس:
1.
حدد المفهوم الذي تريد
تدريسه للطلاب وليكن وسائط النقل، ثم قم ببناء خريطة مفهومية له بالمواصفات التي
تريدها. وفي حالة المرحلة الابتدائية يُفضل أن يكون المفهوم من بيئة الطلاب
ومألوفاً عندهم ، كما يفضل وضع فراغات محدودة في الخريطة ووضع مفتاح لها وإضافة
كلمات رابطة أو مفتاحية تساعد الطلاب في تعبئة فراغات الخريطة والإجابة عن
المطلوب.
2.
اعرض
على شفافية الخريطة المفهومية التي بنيتها ولتكن الخريطة المبينة في الصفحة
التالية. نبِّه الطلاب إلى المفتاح
والكلمات المقترحة الموجودة مع الخريطة.
3.
وزع الطلاب في مجموعات
واطلب منهم أن ينقلوا الخريطة على أوراقهم ومن ثّمَّ إكمال الفراغات الموجودة فيها
مستعينين بالمفتاح والكلمات المقترحة الموجودة فيها.يمكن أن تتجول بين المجموعات ،
يمكن أن تقدم المساعدة – لكن بطريقة غير مباشرة – للمجموعات المتعثرة أو تلك التي
تطلب المساعدة.
4.
علّق الخرائط التي
تعملها المجموعات على السبورة وأطلب من كل مجموعة أن تشرح خريطتها. تجنب انتقاد
الخرائط وركّز على جوانبها الإيجابية.ومن الضروري التأكيد للطلاب أن اختلاف
الخرائط المعروضة للمفهوم الواحد شيء صحيح وهو ما يجب أن يكون شريطة أن تبرز هذه
الخرائط العلاقات الصحيحة بين المفهوم ومفاهيمه الفرعية وبين المفاهيم الفرعية
نفسها.
5.
مرة أخرى كلِّف الطلاب
ببناء خريطة جديدة ولتكن للمفهوم السبق نفسه لتعزز تعلم الطلاب.
6.
يمكن أن تعلق خرائط
المفهوم الجيدة على جدران حجرة الصف لتشجيع الطلاب، ثُمَّ أطلب من المجموعات أن
تشرح خرائطها أمام طلاب الصف.
1.
كلِّف الطلاب بأنشطة
بيتية لبناء خريطة مفهوم لقصة يعرفونها أو من خيالهم أو حدث يختارونه. في الحصة
القادمة أتح الفرصة للطلاب لعرض خرائطهم
أمام زملائهم. ناقش أنت والطلاب الخرائط المعروضة.
ملاحظة: يمكن تخصيص
ملف لكل طالب يحفظ بها خرائط المفهوم الخاصة به. ويمكن أن يتبادل الطلاب الملفات
فيما بينهم لمزيد من الفائدة.
امثلة
هو أن يعمل الدارسات والدارسين معاً لإنجاز أهداف مشتركة . من خلال مجموعات صغيرة متباينة في القدرات بحيث يعمل الدارسين ويتعاونون فيما بينهم ويتلقون المساعدة عن بعضهم لزيادة تعلمهم .بحيث يكون كل متعلم مسئول عن نجاح مجموعته
أو هو \" بأنه عبارة عن قيام جماعة صغيرة غير متجانسة من الدارسين بالتعاون الفعلي لتحقيق هدف أو أهداف مرسومة في إطار اكتساب معرفي أو اجتماعي يعود عليهم جماعة وأفرادا بفوائد تعليمية متنوعة أفضل مما يعود عليهم من خلال تعلمهم الفردي \" .
ويعتبر التعلم التعاوني استراتيجية هامة من استراتيجيات التعلم النشط
كيف يتم تنفيذ التعلم التعاوني (التعلم في مجموعات):
ولتنفيذ التعلٌّم التعاوني يتم تقسيم الدارسين إلي مجموعات من 3 : 8 أعضاء ، تعطى لهم مهام محددة يبدءون في العمل عليها حتى يفهم وينجز جميع أعضاء المجموعة العمل بنجاح . وينتج عن الجهود التعاونية قيام أعضاء المجموعة بالعمل بنشاط لتحقيق الفائدة المشتركة بحيث يستفيد جميع الأعضاء من جهود بعضهم البعض .
مزايا التعلم التعاوني :
· جعل الدارس محور العملية التعليمية التعلمية
· تنمية المسؤولية الفردية والمسؤولية والجماعية لدى الدارسين .
· تنمية روح التعاون والعمل الجماعي بين الدارسين .
· إعطاء الميسرة فرصة لمتابعة وتعرف حاجات الدارسين .
· تبادل الأفكار بين الدارسين .
· احترام آراء الآخرين وتقبل وجهات نظرهم .
· تنمية أسلوب التعلم الذاتي لدى الدارسين.
· تدريب الدارس على حل المشكلة أو الإسهام في حلها.
· زيادة مقدرة الدارسين على اتخاذ القرار.
· تنمية مهارة التعبير عن المشاعر ووجهات النظر.
· تنمية الثقة بالنفس والشعور بالذات.
· تدريب الدارسين على الالتزام بآداب الاستماع والتحدث.
· تنمية مهارتي الاستماع والتحدث لدى الدارسين.
· تدريب الدارسين على إبداء الرأي والحصول على تغذية راجعة.
· تلبية حاجة كل دارس بتقديم أنشطة تعليمية مناسبة ضمن مجموعة متجانسة.
· العمل بروح الفريق والتعاون العمل الجماعي.
· إكساب الدارسين مهارات القيادة والاتصال والتواصل مع الآخرين.
· يؤدي إلى كسر الروتين وخلق الحيوية والنشاط في غرفة الصف .
· تقوية روابط الصداقة وتطور العلاقات الشخصية بين الدارسين ويؤدي لنمو الود والاحترام بين أفراد المجموعة
· يربط بطيئي التعلم والذين يعانون من صعوبات التعلم بأعضاء المجموعة ويطور انتباههم .
وقد تطرح كمدرس أو مدرسة بعض الأسئلة
1- كيف تنظم المجموعات ؟
· ينصح بأن تقوم المدرس باختيار أفراد كل مجموعة وعدم ترك ذلك للدارسين أنفسهم حتى تنشأ مجموعات غير متجانسة
· تكون المجموعات من دارسين ذوي قدرات مختلفة .
· يجلسون الدارسين معا حول طاولة مستديرة إن وجدت أو حول مجموعة من الطاولات الصغيرة.
2- ما هو الحجم المثالي للمجموعة ؟
يمكن أن يتراوح أفراد المجموعة بين ( 3 – 8 ) دارس لكي تسير عملية الاستقصاء بشكل فعال فالعدد الكبير من الدارسين في المجموعة الواحدة يحد من تحقيق التفاعل الإيجابي للدارسين ومن مشاركتهم جميعا .
3- ما هو دور الدارس ( الدارسات ) في التعلم في مجموعات ؟ ما الأدوار المختلفة في المجموعة ؟
لا بد أن يكون لكل دارس في المجموعة دوراً مسؤولا عنه ضمن مجموعته ومن هذه الأدوار :
قائد المجموعة: يتولى مسؤولية إدارة المجموعة . ووظيفته التأكد من المهمة التعليمية ، وطرح أي أسئلة توضيحية على المدرس، وكذلك توزيع المهام على أفراد المجموعة .
مسؤول المواد ( حامل الأدوات): ويتولى مسؤولية إحضار جميع تجهيزات ومواد النشاط من مكانها إلى مكان عمل المجموعة . وهو الدارس الوحيد المسموح له بالحركة داخل الفصل .
المسجل ( الكاتب) : يتولى مسؤولية جمع المعلومات اللازمة وتسجيلها بطريقة مناسبة على شكل رسومات بيانية أو جداول أو أشرطة تسجيل .
المقرر : يتولى مسؤولية تسجيل النتائج إما بشكل شفهي أو كتابي وإيصالها للمدرس أو للصف بأكمله تقدم عمل مجموعته وما توصلت إليه من نتائج لبقية المجموعات .
مسؤول الصيانة : يتولى مسؤولية تنظيف المكان بعد إنهاء التجربة وإعادة المواد والأجهزة إلى أماكنها المحددة.
المعزز أو المشجع : يتأكد من مشاركة الجميع ويشجعهم على العمل بعبارات تشجيع وتعزيز ويحثهم على إنجاز المهمة قبل انتهاء المجموعات الأخرى ويحترم الجميع ويجنب إحراجهم.
الميقاتي : ويتولى ضبط وقت تنفيذ النشاط.
عزيزي المدرس / المدرسة
* يمكن إضافة أدوار أخرى للدارسين أو تعديلها حسب طبيعة النشاط الذي تقوم به المجموعات
· ومن الممكن دمج مسؤولية المسجل والمقرر ، كما يمكن دمج مسؤولية مسؤول المواد ومسؤول الصيانة في المجموعات التي لا يتعدى أفرادها الثلاثة.
· يمكن تمييز كل فرد في المجموعة حسب مسئوليته في المجموعة إما بتعليق صور شخصية أو ربط رباط علـى الرأس أو أي إشارات أخرى.
4- ما هو دور المدرس في التعلم في مجموعات ؟
يعتبر المدرس أحد العوامل المهمة في نجاح العملية التربوية ومهما توصلنا الي نظريات ومداخل وإستراتيجيات وطرق وأساليب فعالة فلن ننجح إلا إذا توفر المدرس المرشد والموجه والقادر علي تطبيق وتنفيذ كل ذلك ومن أدوار المدرس في تطبيق وتنفيذ التعلم في مجموعات ما يلي : -
· التهيئة والإعداد للعمل بالمجموعات :
للمدرس دور في تهيئة المناخ المناسب في تطبيق التعلم في مجموعات بين أفراد المجموعات من الدارسين وإعداد الدارسين ذهنيا ومهاريا وانفعاليا لتقبل الموقف الجديد والعمل في مجموعات وتقديم النصح والإرشاد للدارسين , كما إنه يشكل المجموعات , يحدد نشاط كل مجموعة والفترة الزمنية للعمل .
· المشاركة في المكافأة :
ويحدث ذلك عندما يحصل كل متعلم في المجموعة علي نفس المكافأة عند إتمام المهام المطلوبة فالكل يكافأ أو لا أحد يكافأ , كما إنها تعمل علي إثارة دافعية أفراد المجموعات للمشاركة الفاعلة أثناء تنفيذ النشاط .
· المشاركة في مصادر التعلم :
من خلال توزيع المهام علي الأفراد داخل المجموعات , فيتولى كل منهن إنجاز مرحلة أو جزء منها وبذلك يتم التعاون لإنجاز المهام المطلوبة .
· وحدة الهدف لجميع أفراد المجموعة :
يجب علي المدرس أن يحافظ علي وحدة الأهداف المشتركة داخل المجموعة ويلاحظ ويشرف علي الدارسين بحيث يبذل كل دارس كل جهده لتحقيق ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق